December 23, 2024
img_6985.jpg

🔴نصف مليون دولار طارت في التجارة الرقمية.. والفاعل طالب ثانوي!

  • نداء الوطن –

لم يكد أبناء صيدا يلملمون جراحهم بوفاة محمد نجم على شاطئ عمشيت بعد اختفائه لـ17 يوماً إثر خروجه الى شاطئ صيدا لممارسة هواية صيد السمك، حتى ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بحدثين لافتين، الأول وفاة طفلتين نتيجة تسمّم لم يعرف بعد مصدره بانتظار نتائج الفحوصات الطبية، والثاني تواري طالب ثانوي عن الأنظار بعد استثماره أموال الناس في «العملات الرقمية».

المأساة الإنسانية التي آلمت الصيداويين وأبكتهم، أصابت عائلة صالح المؤلفة من أربعة أفراد، الوالد الشيخ وليد عبد الرازق صالح وهو إمام مسجد «المصطفى» قرب حسبة صيدا، والوالدة صفاء العتر والطفلتان ريان ورزان ويقيمون في منزل تابع للمسجد، وقد شعروا بعوارض إسهال وتقيّؤ، وسرعان ما تدهورت حالتهم الصحيّة وتمّ نقلهم إلى المستشفى الحكومي، حيث فارقت الطفلة ريان الحياة أولاً، ثم شقيقتها رزان بعد ساعات قليلة على نقلها الى مستشفى حمود الجامعي لخطورة وضعها، بينما أُدخلت الوالدة العتر الى غرفة العناية الفائقة في حال حرجة، وتلقّى الشيخ وليد العلاج وغادر المستشفى.

ورجّح الأطبّاء الذين أشرفوا على علاج العائلة أن تكون أصيبت بتسمّم، رغم التأكيد أن أفرادها لم يتناولوا أي طعام من خارج المنزل وإنما الفول والبيض والبطاطا المنزلية، وفتحت القوى الأمنية تحقيقاً بناء على إشارة النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان، لتحديد مصدر التسمّم بعد أخذ عيّنات من أفراد العائلة وقيام الأدلة الجنائية بمسح المنزل والمنطقة المجاورة. وتقرّر تأجيل دفن الطفلة ريان الذي كان مقرراً أمس الى موعد يحدّد لاحقاً بانتظار صدور النتائج.

أمّــا التــجارة بالعمــلات الرقمية crypto trader التي كان بطلها (مصطفى. ش)، الطـــالب في البكالوريا الأولى في مدرسة الفنون الإنجيلية – الأميركان والناشط المتمرّس في مجال التداول بـ «كريبتو»، فقد انتهت بتواريه عن الأنظار.

وقد بدأها في المدرسة من خلال جذب زملائه إليها لتشغيل مبالغ مالية صغيرة في هذه «المراهنة»، قبل أن تتوسّع إلى خارجها ويقبل عليها بعض الصيداويين حتى استطاع جمع مبلغ ضخم جداً بالدولار الأميركي، مقابل أرباح تراوحت نسبتها من (2- 4%) أسبوعياً، ويتداول أنّ البعض كان يجني 500 دولار أميركي على كل 10,000 آلاف.

ويقول زملاء مصطفى لـ»نداء الوطن» إنّه كان يحضر كل فترة إلى المدرسة مستقلاً سيارة جديدة، وقد افتتح مكتباً عند الأوتوستراد الشرقي ليقدّم إلى الزبائن أرباحهم بعد التواصل معهم عبر تطبيق «بودكاست» و»الواتساب»، لتحديد النسبة والمبلغ المستحقّ لكل منهم، ثم إتخذ قراراً بوقف ضمّ الجدد بعدما ذاع صيته بين الناس وبات مقصداً للمزيد من الراغبين في تشغيل أموالهم، ومن بينهم سماسرة ووسطاء لمودعين لا يعرفونه، كانوا يأخذون عمولات مقابل فتح حسابات لهم، حتى فاق المبلغ المُشغّل المليون دولار أميركي، قبل أن يصاب بانتكاسة ويتوارى عن الأنظار.

وفي رسالة صوتية نشرها عبر «الواتساب»، أكد مصطفى أنّ «الذين شغّلوا أموالهم معه كانت على أساس الربح والخسارة، وعندي ما يقارب 85% منهم إستردّوا أموالهم، وربحهم كان ضرب إثنين وثلاثة وعشرة، وكل صيدا تشهد على ذلك»، مضيفاً «لن أهرب من حق العالم، راح بلش شغل، بس الموضوع بدّو شوية وقت، وكل واحد له حق سيأخذه ولكنني أستغرب كثرة الشائعات ساعة سرق مليون دولار وساعة 2 مليون دولار و5 ملايين، مع العلم أنه منذ شهر أسدّد حسابات العالم ولو أردت لكنت أخذت كل المصاري وهربت مثل ما يحكى، المبلغ كله لا يتخطى 450 ألف دولار أميركي وهو الذي خسرته».
ويؤكد أحد صرّافي صيدا لـ»نداء الوطن» أنّ الطالب لا يعمل صرّافاً، وأنّ سبب الوقوع في عمليات كهذه هو طمع بعض الناس ورغبتهم في الربح السريع والكبير، إضافة إلى أنّ أزمة المصارف أفرزت واقعاً جديداً بعدم الثقة بها، وتالياً جمع الأموال وتخزينها في المنازل، فبات إستخدامها أسهل»، مشيراً الى «ما إنتهت اليه العملية من طالب وقاصر أمر طبيعي».

الخلاصة، توارى مصطفى وبقيت أصداؤه حاضرة في كل أرجاء المدينة حتى إشعار آخر.


‎‏‎‏‎‏‎