ما زال الرئيس بري يعوّل على استفاقة داخلية تُخرج الملف الرئاسي من أسر التعطيل، وتضعه على جادة الصواب السياسي، التي تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت ممكن.
واذا كان الرئيس بري يعتبر انّ إعلانه دعم ترشيح الوزير فرنجية لرئاسة الجمهورية (الذي لاقاه فيه «حزب الله»)، ليس تحدياً لأحد، فإنّه يعتبر في الوقت نفسه انّ هذا الامر يفترض أن يحرّك المياه الرئاسية الرّاكدة، ويكسر حلقة السّجالات والمواقف الصدامية العقيمة، ويحثّ سائر الأطراف على تقديم مرشّحها أو مرشّحيها، والذهاب بنوايا جدية الى انتخاب رئيس للجمهورية، فهذا هو الامر الطبيعي الذي يجب ان يحصل.
وفي موازاة إمعان بعض الاطراف الداخلية في رَمي سنّاراتهم في مستنقع التعطيل، فإن الرئيس بري يعتبر أنه لم يعد ثمة موجب لتأخير انتخاب رئيس الجمهورية، فالتأخير تترتّب عليه أكلاف يومية باهظة على البلد وعلى الناس، وهو ما شهدناه في الاشهر القليلة الماضية. وبالتالي، آن الأوان لأن نسير في اتجاه الانتخاب، وهذا بالتأكيد يستوجِب وقفة مسؤولة توقِف هذا الانحدار، والأمر الطبيعي في هذا السياق هو ان تتوالى الترشحيات من دون إبطاء، والتي في ضوئها أدعو الى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية في جو من التنافس الديموقراطي، وبالتأكيد قبل ان ألمس وجود ترشيحات وتنافس لن أبادر الى توجيه الدعوة الى جلسة لانتخاب الرئيس.