December 23, 2024

الموت واليأس على أبواب المستشفيات… “ما معك مصاري؟ ما تتحكّم!”
ايسامار لطيف
21 حزيران 2023 06:42
A+
كتبت إيسامار لطيف في موقع mtv: لم تعد تُخفى على أحد أزمة المستشفيات المترديّة على الأصعدة كافة، بدءًا من هجرة الأطباء والممرضين وصولاً إلى ارتفاع تكاليف العلاج والأدويّة، وسط غياب دور وزارة الصحة العاجزة أساساً. هذه المعلومات كلّها واضحة للعيان ولا ريب فيها، وإن كان الحديث عن القطاع الاستشفائيّ الذي عانى الكثير خلال السنوات الماضية وحارب حتّى الرمق الأخير. ولكن، هذا لا يعني أن يتجرّد إدارات المستشفيات وأطباؤها من الإنسانيّة، ويتحوّلون إلى “روبوتات” ماديّة، إذْ لهذه التجاوزات المعيبة أمثلة حيّة من المجتمع اللبنانيّ تُثير التساؤلات حول انعدام الرحمة أو الشفقة من قلوب بعض الأطباء في ظلّ معرفة الجهات المعنيّة… وهنا الكارثة!

“ما معك مصاري؟ ما تتحكّم”، كنّا نتناقل هذه العبارة على أنّها “مزحة” في البداية… وقتها لم نكن نعلم أنّها ستتحوّل إلى حقيقة موجهة ومبكيّة تصادفنا على أبواب الطوارئ وأمام مداخل المستشفيات، وللأسف الأطفال هم الضحيّة هذه المرّة.

من نحو أسبوعين، تلقينا سلسلة اتّصالات من قبل مواطنين تعرّضوا إلى مواقف “مهينة” في المستشفيات، لا سيّما الحكوميّة منها. ومن بين كلّ تلك الشكاوى، استوقفتنا إحدى الأمهات، وهي مطلقة وتعيش بمفردها مع طفلها المصاب بمتلازمة “الداون”، الذي اكتشفت إصابته أخيراً بالسرطان. لن ندخل بمأساة هذه السيّدة ومعاناتها التي يبدو أنّها ستطول مع المرض الخبيث، إذْ المدهش كان ردّ الطبيب المعالج عليها، الذي قال لها حرفياً: “هيك هيك ما في أمل ووضعو ما بيسمح نتدخل جراحياً، خلليّنا نجرّب طرق أخرى بس بتكلّف والدفع كاش ومسبق، إذا ما بتقدري تغطّي التكاليف… جربي حظك بالمستشفيات الحكوميّة”.